يعتبر مفهوم الطاعة من المفاهيم المعقدة نوعا ما، كونها يتداخل فيها ما هو سيكولوجي بما هو اجتماعي، لذا يمكن اعتبارها آلية سيكوسو- سيولوجية بامتياز، كما أنها آلية مشتركة بين جميع الكائنات الحية، لكن في الجانب الإنساني يطبعها التعقيد. والسؤال المحوري في هذا الصدد لماذا يطيع شخص ما شخص آخر؟ وهل الطاعة فطرية أم مكتسبة؟بداية إذا ما حاولنا تحليل طاعة المريض لطبيبه نجد أن الإنسان يطيع لعدة أسباب من أهمها ما يلي:ـ الرغبة الإرادية والذاتية للشخص المريض نتيجة الغاية المتوخاة من هذه الطاعة فالمريض يطيع الطبيب رغبة في الاستشفاء وتأكده من القدرة الرمزية التي يحملها الطبيب بمعنى انه يطيع ذلك الرمز الذي يحمله الطبيب.ـ كما أن الإنسان يطيع خوفا من أن يرفض من طرف الآخرين.ـ كذلك نتيجة السلطة التي يحملها شخص ما، والرتبة التي أسندت له من طرف الجماعة.ـ وهناك طاعة يختارها الفرد نتيجة التأثير المفروض من طرف الجماعة أومن شخصية كاريزماتية.هذا، وترتبط الطاعة بمجموعة من المفاهيم السيكو- سوسيولوجية كمفهوم الدور الاجتماعي والمعايير الاجتماعية والقيم والتنشئة الاجتماعية...الخ . لذا، نجدها تأخذ أحيانا طابعا مرضياً عندما يسود القهر والهدر في المجتمع، فتصبح الحرية قمعا وخضوعا، والطاعة انحرافاً. إنها سلوك يأخذ الطابع الفطري والمكتسب، فالحيوان يطيع فطريا وله استعداد لذلك، بينما الإنسان فيه شيء من ذلك، إلا أن التنشئة تلعب دورا محوريا في تقليم وتدجين الإنسان حسب الوضع السائد في المجتمع، فان كان هذا الأخير يطبعه العدل والمساواة الاجتماعية والديمقراطية والعقلانية...الخ فان إنسانه يكون اقرب إلى السواء الاجتماعي والعكس صحيح.
كتبه سعيد السلماني في:27/03/2011 .
recent
آخر المقالات
recent
random
جاري التحميل ...
random
في معنى الطاعة:
عن الكاتب
في رحاب العلوم الانسانيةشاهد أيضاً
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة
في رحاب العلوم الانسانية