إن الفلسفة الحق ليست أذكارا للتعبد، ولا طلاسم للسحر أو التسلية، بل أساليب يحاول بها الفكر أن يتحايل على ألأحداث والظاهرات و الكائنات الطبيعية ليقترب من فهم وإفهام أسرارها، فيخضعها أكثر ما يمكن من سيطرة الإنسانية.
يظهر أن هذا تصور من جملة التصورات التي كونها الفارابي وابن باجة وابن طفيل وابن رشد وفلاسفة إسلاميون آخرون، عن الحكمة.
إنها تتلاءم مع مقاصد الشريعة ويوافقها العقل. إن لكل فرد غايات يعمل على تحقيقها، و الفلسفة أحد الوسائل الناجعة، متى أتقنت الاستفادة منها، إذ تنير الطرق بعد اختيار المستقيمة منها، وتمرن على الاسترسال وتجنب الأخطار و الأخطاء.