في رحاب العلوم الانسانية  في رحاب العلوم الانسانية
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...

عرض حول: أنماط التفكير البشري

عرض حول: أنماط التفكير البشري

عرض حول: أنماط التفكير البشري

تمهيد:

سبقت الإشارة إلى أن الفلسفة نظرة إلى الكون والإنسان يشيدها عقل الإنسان، لكنها ليست النظرة الوحيدة، فهناك أنماط مختلفة من التفكير تقابلها أنماط من الرؤى المتباينة..تعبر كلها عن فاعلية الإنسان ودرجة تطوره، وهذا ما سنحاول تبيانه أثناء الدرس.

1- التفكير السحري الخرافي:

من أبرز ما يميز هذه العقلية ما يلي:

أ- النفور من العمليات العقلية الاستدلالية:

الانسان البدائي لا يصدق في الغالب إلا ما يراه ويلمسه، أما التفكير عنده نوع من الهم.

ب- الميل نحو التفكير الغيبي:

ـ تفسير الظواهر بالخرافة والسحر والإيمان بالقوى الخفية كالأرواح والشياطين.

ـ عدم الاهتمام بالبحث عن العلل...اذ لا يمرض الانسان أو يموت الا بسحر ساحر.

ـ الاعتقاد بحضور الأرواح في كل مكان.

ـ كما أن العقلية البدائية تتصور ان حياة الفرد تندمج في شبكة معقدة من المشاركات مع هيآت اجتماعية أخرى الأحياء منهم والأموات. ومع أعضاء المجموعات الحيوانية والنباتية التي أنتجتها الأرض.

ـ كما أن نظرة الانسان البدائي إلى العالم تقوم على التعاطف مع الأشياء والطبيعة تعاطفاً قوياً متيناً. هي بمثابة تصور وجداني للكون، ولعله أول تمثل كونته البشرية لنفسها عن العالم.

ـ إن السحر يعتبر الوسيلة الوحيدة للتأثير على ظواهر الطبيعة وإخضاعها لصالح الإنسان.

نخلص إلى القول:

    إن الانسان البدائي يعتقد بأن الأرواح تسكن كل شيء في هذا العالم، وان العلاقة بين

 العالم الغيبي الروحاني والعالم المرئي الطبيعي هي علاقة تداخل وتشارك.

2- التفكير الديني:

تمهيد:

يمكن أن نقرر بداية أن كلاًّ من التفكير الديني والفلسفي تربطهما وشائج من القربى عديدة، باعتبارهما يهتمان بوضع إجابات نهائية حول كثير من المسائل الميتافيزيقية، كأصل الكون وطبيعة الله وعلاقة الانسان به، وطبيعة النفس..الخ. غير أنهما يختلفان في قضايا أساسية تتصل بالموضوع كما تتصل بالمنهج. فما خصائص هذا النمط من التفكير؟

مسلمات التفكير الديني:

ينطلق التفكير الديني من مسلمات أساسية أهمها:

ـ فكرة «الربوبية»، أي الاعتقاد بإله واحد مطلق الكمال.

ـ فكرة «بدء الخلق»، أي الاعتقاد بأن العالم وما فيه من خلق الله.

ـ فكرة «الوحي»، أي الاعتقاد بأن الحقائق التي تقدمها الكتب المقدسة هي حقائق خالدة لا سبيل إلى الشك فيها أو مناقشتها لأنها وحي من عند الله.

ما الذي يترتب عن هذا؟

أن المشتغل بالتفكير الديني، لا يبحث في القضايا الفلسفية الميتافيزيقيا الا انطلاقا من المسلمات السابقة، ومن أجل أن يقيم الحجة على صحتها وصدقها.

نخلص من ذلك الى أن الركيزة الأساسية التي يقوم عليها كل تفكير ديني هي الإيمان. وهذا الأخير مركزه القلب.

والإيمان في معناه العادي يدل على قبول رأي أو مذهب على أنه ينطوي على حقيقة لا تستمد من المصادر الحسية أو من العمليات العقلية، بل مصدره الوحي.

وكما يعتمد الفكر الديني على الايمان كمنطلق وأساس، يعتمد الخطابة كمنهج.

     ذ/سعيد السلماني: 

 محتوى هذا العرض موجه لتلاميذ الجذوع مشتركة 


عن الكاتب

في رحاب العلوم الانسانية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في رحاب العلوم الانسانية