في رحاب العلوم الانسانية  في رحاب العلوم الانسانية
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...

عرض حول: إشكالية ظهور التفكير العقلاني

           عرض حول: إشكالية ظهور التفكير العقلاني

عرض حول: إشكالية ظهور التفكير العقلاني

تمهيد:

التفكير العقلاني أو التفلسف متى ظهر؟ وأين ظهر؟ هل بدأ مع اليونان؟ أم قبل ذلك عند أمــم شرقية؟

مثل هذا السؤال ألا يكون محمّلا بكل أنواع التأويلات الايديولوجية المشبعة بالنزعة العرقية، الإثنية والمذهبية المفعمة بالتعصب والشوفينية لطرح ثقافي معين؟ 

فما هي إذن القصة الحقيقية لظهور الفلسفة كتفكير عقلاني ممنهج؟ وهل من سبيل إلى جواب موضوعي عن سؤال «متى لاح أول فجر للعقل»؟

موقفين حول قصة الفلسفة:

الموقف الأول، البداية من الشرق:

يذهب هذا الموقف إلى القول؛ بأن بداية التفلسف البشري أصله تراث أمم الشرق، (مصر الهند الفرس الصين)، ومن أبرز القائلين بهذا الموقف نذكر:

ديوجين اللايرسي  Diogéne de laerceفي كتابه (حياة الفلاسفة) ، وجورج سارتونGeorge sarton  في كتابه (تاريخ العلم)، وشارل فارنرCh. Werner  في كتابه (الفلسفة اليونانية والفكر في الشرق القديم) وغوستاف لوبونG. Lebon  في كتابه (الحضارات الأولى)، وإميل برييه E. Bréhier في كتابه (تاريخ الفلسفة)، وبول ماسون أورسيل في كتابه (الفلسفة في الشرق)، وج. فيليوزا في كتابه (فلاسفة الهند)، وزنكر   Zenkerفي كتابه (تاريخ الفلسفة الصينية) توملينTomlin (كبار فلاسفة الشرق)

الحجج التي اعتمد عليها هذا الفريق للدفاع عن تصوره:

ü                الفلسفة ظاهرة إنسانية عرفتها كل المجتمعات البشرية

ü                اهتمت أمم المشرق بقضايا تعتبر من صميم النظر الفلسفي وممارسة التأمل الفكري (المسائل الميتافيزيقيا: الموت، النفس، الخلود، الأخلاق...)

ü                حضارة الشرق حضارة عريقة وعرفت تقدماً وازدهاراً في شتى الميادين

ü                ثناء وتقدير مؤرخوا وفلاسفة اليونان أنفسهم: طاليس فيثاغورس أفلاطون هيرودوت. «أيها الإغريق إنما أنتم أطفال» كما جاء على لسان أفلاطون في «محاورة طماوس».

ü                استنادا إلى قاعدة: لا شيء ينتج من العدم وبأن لكل شيء بداية.

الموقف الثاني، البدء مع اليونان:

يرى هذا الموقف بأن الفلسفة ابتكار يوناني. ومن أبرز القائلين بهذا الموقف قديماً: أرسطو وكثير من الفلاسفة والمفكرين في العصر الحديث والمعاصر أبرزهم: هيجل، نيتشه، راسل، رينان، كوزان ، سنتهيلر، بارنس ، غومبيرز ، بيرنيت ، ..ع الرحمان بدوي.

من بين الحجج التي اعتمد عليها هذا الفري نشير إلى الآتي:

ü                الفلسفة جهد نظري أو بحث نظري

ü                الفلسفة تجاوز للخرافة والأسطورة

ü                الفلسفة ابتكار يوناني وهذا ما تدل عليه لفظة الفلسفة

تعليق واستنتاج:

يمكن القول بأن كلا الموقفين فيهما من الغلو ما يكفي، الأول يبني موقفه على أحكام مطلقة، تنحو نحو التفاخر والاعتزاز بالنفس. بينما الثاني غير موضوعي في تصوره وينطلق من أحكام إيديولوجية (التمركز حول الذات).

ومن هذا المنطلق فإن الاحتكاك الحضاري والتلاقح الثقافي أمر لازم يقِرّ به الجميع، ومن ثم فلا داعي للادعاء بيونانية أو شرقية العقل، فـ"لا الشرقُ شرقٌ تماماً ولا الغربُ غربٌ تماماً.. ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ مقاعد كافيةً للجميع..." إذ لا هوية خالصة للمعرفة والثقافة.

         وقصة الفلسفة لا تخرج عن هذا النطاق، فهي قصة الانسان التواق إلى الحرية وإلى المعرفة والتأمل في الكون، وعليه فإن مشكلات الحياة هي نبع الفلسفة ومحك اختبارها. أما كونها قصة مكتوبة وممنهجة وجهد نظري عقلي محض، فكل الباحثين في تاريخ الفلسفة يشيرون الى بلد اليونان كونه مركز هذا الجهد ومحضنه الأساس، نظرا لتوفر العديد من الشروط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...الخ. 

  ذ/سعيد السلماني: 

 محتوى هذا العرض موجه لتلاميذ الجذوع مشتركة 

عن الكاتب

في رحاب العلوم الانسانية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في رحاب العلوم الانسانية