في رحاب العلوم الانسانية  في رحاب العلوم الانسانية
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...

المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية

 المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية

المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية

المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية

إشكال المحور: يتعلق الأمر في هذا المحور بمشكلة السلطة السياسية في علاقتها بالمجتمع وكيف تمارس. فما طبيعة السلطة السياسية؟ وعلى ما ذا تقوم سلطة الحاكم؟ وهل يمكن حصر السلطة السياسية في أجهزة الدولة فقط، أم أن السلطة قدرة مشتتة في المجتمع؟

المعالجة الفلسفية لإشكال طبيعة السلطة السياسية

التصور الأخلاقي

يرى أفلاطون في كتابه الجمهورية أن السياسي ينبغي ان يكون فيلسوفا يعرف أفكار الخير والعدل ...، وعلى السياسة أن تجعل الناس أكثر نقاء أخلاقيا وأكثر صفاء قيميا. وحتى نصل الى هذه الغاية (المدينة الفاضلة) ينبغي تحويل النظر إلى العقلاء وجعلهم على رأس الدولة..

وستنهج فلسفة القرون الوسطى نفس المنوال خاصة مع الفرابي في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة..، وبما أن مجال السياسة مجال خبرة ورؤية من الداخل فقد طور ابن خلدون نظرية "الوسطية والاعتدال" في ممارسة السلطة، إذ تحثّ السلطان على الرفق واللين والاعتدال والحب المتبادل..، مما يدفعنا الى طرح السؤال الآتي:

 ألا يمكن القول بأن التصور الخلدوني يتقاطع والتصور البراغماتي في ما يخص كيفية ممارسة السلطة؟

التصورين البراغماتي والنقدي

تصور ماكيافيلي:

  أحدث ماكيافيل قطيعة مع التراث الفلسفي الموروث عن افلاطون، أي تلك النظرية المثالية التي تبحث عن المثال idéal، وتدافع عن الموقف الأخلاقي في السياسة.  فالهدف الأساسي للأمير هو أن يحافظ على سلطته بكل الوسائل. ولبلوغ هذه الغاية ينبغي أن يستخدم القوة والحيلة، ويزاوج بين العنف والمكر لوضع اسس سلطة قوية مهابة الجانب، ومحققة للاستقرار والسلام، فالأمير الذي يعتمد الأخلاق في السياسة ملكه إلى زوال، إذ لا أخلاق في السياسة.

ينبغي للأمير أن يستعمل كل الوسائل لتحقيق أهدافه والحفاظ على سلطته. عليه أن يستخدم القوة والحيلة، يقول: "الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الشراك، والثعلب لا يستطيع الدفاع عن نفسه من الذئاب. لذا الواحد يجب أن يكون ثعلبا ليعرف الفخاخ، وأسدا لتخويف الذئاب". بمعنى أنه يجب على الأمير أن يكون أسدا قويا لكي يرهب الذئاب، وأن يكون ثعلبا ماكرا حتى لا يقع في الفخاخ. فإذا كان الدين يحفظ قوة الأمير فعليه أن يوظفه حفاظاً على سلطته وإجبار الناس على طاعته. وهو طريق مضمون ليظهر الأمير وصاحب السلطة السياسية كشخص تقي وورع، فيحصل بذلك على مشروعية أكيدة.

إذن، هدف الأمير الاستراتيجي يكمن في تحقيق الاستقرار والسلام و لن يتم ذلك إلا عبر سلطة قوية تستعمل القوة ليس كغاية ولكن كوسيلة لتأسيس قوانين تخدم الشعب. فـ«الغاية تبرر الوسيلة».

تصور ميشيل فوكو

يقول ج دولوز " إن فوكو هو أول من ابتكر المفهوم الجديد للسلطة".

هدم فوكو مسلمة أن السلطة شيء قابل للتملك وأنها ترتبط بالدولة والقوانين كما هو الحال مع المنزع الليبرالي أو المنظور الطبقي الماركسي. فقد انتقد فوكو فلاسفة الحق الطبيعي وماركس.. لكونهم حصروا ماهية السلطة في حدود ضيقة (الهيمنة والاكراه والقوة..)

إن مفهوم السلطة حسب فوكو له امتدادات متعددة، والسلطة تمارس من لدن الجميع، وتتواجد في كل مكان، وتحمل في عمقها غاياتها وأهدافها الخاصة بها.

فالسلطة إذن، حاضرة في أكثر الأشكال هشاشة وهامشية. إنها سلطة خفية متصارعة وتتميز في نظر فوكو بـ: العمومية والشمولية، الغائية والقصدية، الندية والصراع، والقدرة على التخفي.

prf Selmani Said

التالي:

المحور الثالث: الدولة بين الحق والعنف

عن الكاتب

في رحاب العلوم الانسانية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في رحاب العلوم الانسانية