واحتفاء بالشاعر والفنان "محمد حنشي عمراني" وبدوانه الشعري (عواطف وعواصف).
وضمن برنامج حافل بالشعر والجماليات.. كانت مناسبة جميلة للتعرف الشاعر المحتفى به سي "محمد حنشي عمراني" الذي وجدت فيه تلك العلاقة بين الشعر والفلسفة التي كنت أبحث عنها في موضوع مداخلتي...
ورغم أن تاريخ الفلسفة يثبت أن هناك مشاحنات وقعت بين الشاعر والفيلسوف إلا أنني وجدت في ديوان "عواطف وعواصف" هموم الفيلسوف وأسئلته الحارقة..
من هذا المنطلق قلت في المداخلة: في البدء كان الشعر والفن وليس الاستدلال العقلي...لهذا عبر الحكماء الأوائل عن الوجود بلغة الشعر..يقول "هايدجر" كانت مرحلة الحكماء الطبيعيون تعبر بالفعل عن الحكمة..هناك كانت الفلسفة..هناك كانت العظمة...إنها جمهورية العباقرة بعبير نتشه...إنها مرحلة عظيمة وانتهت عظيمة بموت سقراط..
وبموت هذا الأخير بدأ عصر الأتباع والأشياع والمريدين...بدأ عصر المدرسة..أصبحت الفلسفة مدرسية ...وبدأت التفرقة بين الوجود والموجود... بعد أن طرد أفلاطون الشعراء من مدينته الفاضلة ومن أكاديميته...واعتبر القول الشعري قولا مضللا ...متحالفا..ماجنا ...ولأفلاطون مبرراته....
لهذا يمكن القول: إن العباقرة الأوائل جعلوا من لغة الشعر المعبر الوحيد نحو الرؤية الوحّدة للوجود..هذه اللغة هي التي بمكنتهاحسب هيدجر أن توحد "الفيزيس" و"اللغوس"...
مرة أخرى أدعو الطلبة والباحثين لزيارة دار الثقافة أولاد عياد والنهل من مكتبتها...
تشكراتي للفريق المشتغل بدار الثقافة اولاد عياد ....