اليوم يوم الاثنين 21_02_2011 يوم دموي في ليبيا،
قصف بالطائرات والرشاشات وتجنيد عصابات وبلطجة من طرف القذافي وأعوانه كل ذلك من
أجل السيطرة على الشعب بعد ما سيطر عليه 42سنة.
السؤال
المطروح هو: ما الذي يجعل هؤلاء الحكام يتشبثون بالسلطة بشكل جنوني؟
يمكن أن نسجل في البداية بأن السلطة نعمة ونقمة
في نفس الآن، فهي نعمة عندما تكون شرعية، ونقمة عندما تغتصب اغتصابا، فالحاكم
الشرعي هو من تكون الديمقراطية شعارا وسلوكا في تصرفاته وانعكاسا له على ارض
الواقع.
وعندما نتلفظ بالديمقراطية في هذا الصدد فإننا نقصد الجانب الايجابي منها المتمثل في الحرية والمساواة والإخاء والعدل، وليس الجانب الذي به تتم مخادعة الشعوب، فالديمقراطية الحقيقية غير موجودة في العالم العربي، فالأمر لا يعدو تشدّقا بالديمقراطية ورفعها شعارا عاليا مزركشا، وهذا ما كذبته الشعوب العربية عندما خرجت على بكرة أبيها تطالب بإرجاع المعنى للديمقراطية، فالشعوب لا يخرج اعتباطا وإنما هناك حقوق أهدرت وكرامة انتهكت وحرية قمعت وعدل كاذب ومزيف.
وعندما نتلفظ بالديمقراطية في هذا الصدد فإننا نقصد الجانب الايجابي منها المتمثل في الحرية والمساواة والإخاء والعدل، وليس الجانب الذي به تتم مخادعة الشعوب، فالديمقراطية الحقيقية غير موجودة في العالم العربي، فالأمر لا يعدو تشدّقا بالديمقراطية ورفعها شعارا عاليا مزركشا، وهذا ما كذبته الشعوب العربية عندما خرجت على بكرة أبيها تطالب بإرجاع المعنى للديمقراطية، فالشعوب لا يخرج اعتباطا وإنما هناك حقوق أهدرت وكرامة انتهكت وحرية قمعت وعدل كاذب ومزيف.
إن
الشعوب العربية والاسلامية ليست مغفلة أو لا تعرف قضاياها بل تنتظر الفرصة السانحة
لتجهر بكلمة لا في وجه الطغاة، وقد أحسن
الوصف أحد الباحثين الفرنسيين وهو "أوجست مولييراس" في كتابه المغرب
المجهول، حينما عبّر عن هذه الحقيقة بقوله: "كل مسلم يولد وفيه شيء من
الدبلوماسية، فالمسلم يشكل لغزا، وسيكون أكثر رجالنا السياسيين دهاء مجرد تلميذ
أمامه، وهو من طبيعة مرنة، وذكية، متمرسة على الجدال، تلتف ببراعة على الصعوبات، منفعلة
لكنها تحسن الانتظار" فهذه المقولة تؤكد لنا بشكل واضح صبر هذه الشعوب
وتحملها لأنظمتها التي مارست كل المراوغات والحيل من اجل السيطرة عليها وعلى
خيراتها بالتفقير والتجهيل والتدجين...الخ، غير أن كل هذا لم ينفعها في شيء،
فالشعوب لها وسائلها الخاصة في التثقيف واستيعاب الدروس، فقد أعطت للحكام فرصا
عديدة من أجل استدراك الأخطاء، لكنهم اعتقدوا بأنهم استحكموا على البلاد والعباد
وفرحوا بما أوتوا أخذتهم الثورة بغتة وهم لا يشعرون، لأن الشعب أراد الحياة
واستجاب لنداء الحرية والعدالة، فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون، بل تفاجئوا بدواجنهم تصرخ
في وجوههم بعدما أحكموا تدجينها، ونسوا أن النواسر كانت تحرضهم خلسة وتعلمهم معنى الارادة
والحرية وتكسير حاجز الخوف النظم المتسلطة لأنها أخوف من الخوف نفسه.
إذا الشعب يوما أراد الحياة... إن مصمم هذا البيت
الشعري مهندس عبقري ونسر خفي لو كان على قيد الحياة لأعدمه الحكام الف مرة، فقد
أدرك هذا النسر أن الشعوب في ظل القهر لم يبق لها سوى الإرادة، التي لا يمكن قهرها
أو قبرها. فالإرادة هي كل شيء في التغيير، وعندما تكون جماعية، يصبح التغيير اشمل
وأنفع، وهذا ما حدث.
إن هذه الثورات أبانت عن هشاشة السلطة التي
يملكها هؤلاء الحكام فهم لم يستمدوا شرعيتهم بطرق شفافة واضحة، إنهم التفوا حول
السلطة وفعلوا ما فعلوا وهم يعلمون، ومن ثم إعطاء الشرعية عن طريق التزوير والخداع
وتكديس ثروة الشعوب..، وعليه، فلا كرامة ولا شرعية ستبقى عندما تنتزع منهم السلطة انتزاعا،
فهم الشرفاء والسادة والإنسانيون ما دامت السلطة بأيديهم، وإزالتها يعني ذهاب لإنسانيتهم.
إن هذا في ما أعتقد هو سر التشبث بالسلطة حتى استنفاذ آخر ورقة يملكونها.