في رحاب العلوم الانسانية  في رحاب العلوم الانسانية
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...

دروس الثانية باكالوريا/ مجزوءة الوضع البشري/ذ/ سعيد السلماني

درس الشخص والغير
                     مقدمة عامة:

أعزائي المتعلمين:

إن أعز ما يطلب في هذا الوجود العلم، وتفويتك لفرصة طلب العلم، هو دعوة للجهل، الذي هو أعدى أعداء الإنسانية. لذا وجب عليكم مصارعة هذا العدو وعدم التمكين له ذاتيا واجتماعيا. وكونكم قادرين على ذلك بالإرادة والعزيمة والرغبة الجامحة، أضع بين أيديكم هذه الدروس لتتزودوا بها في محاربة هذا العدو (الجهل)([1]).

وموضوعات هذه السنة الدراسية تنتظم في إطار أربع مجزوءات، كل مجزوءة تتضمن مفاهيم مهمة تجيب عن قضايا متعلقة بفهم الذات والكون والإنسان وهي كالآتي:

الوضع البشري

المعرفة

السياسة

الأخلاق

-         الشخص

-         الغير

-         التاريخ

-         النظرية والتجربة

-         العلوم الإنسانية

-         الحقيقة

-         الدولة

-         الحق والعدالة

-         العنف

-         الواجب

-         الحرية

-         السعادة

        مجزوءة الوضع البشري:

تقديم:                       

إذا كان الوضع البشري هو ما يحدد ذات الكائن الإنساني في مختلف مستويات الوجود أو في مختلف أبعاد الوضع الإنساني (الفردي، والاجتماعي، والتاريخي)، فإن هذا الوضع وضع إشكالي معقد يتطلب مقاربة شاملة ومنفتحة، تستحضر علاقات متداخلة، بصلب الوجود البشري، على اعتبار أن هذا الوضع يتداخل فيه الذاتي بالموضوعي، والضرورة بالحرية؛ بحيث يبدو مفهوما الشخص والغير مترابطين فيما بينهما، يستدعي كل منهما الاخر في إطار التحليل والمناقشة، فالشخص يتحدد ذاتيا بحضور الوعي، واجتماعيا بالوجود مع الغير.

على مستوى الشخص يتحدد الوضع البشري بطابع الضرورة (الحتمية) التي تفرضها القوانين البيولوجيا من جهة، والقوانين النفسية الاجتماعية الأخلاقية من جهة أخرى.

أما على مستوى الغير فالكائن البشري لا يوجد معزولا عن الآخرين الذين يتمتعون بوجود موضوعي مستقل. وبالتالي فالآخر الحاضر أمام الأنا، باستمرار، هو الذي يمنح للأنا وعيا بذاته وبعالمه، هذا الغير/الآخر هو الشبيه والمختلف عن الأنا، والعلاقة بينهما تخضع لمعطيات معرفية ولقوانين أخلاقية ضرورية. فهذه العلاقة تندرج ضمن دائرة أوسع، هي الدائرة الاجتماعية؛ أي دائرة المجتمع بما يحمله من نظم سياسية واقتصادية وثقافية..، كما أن هذا المجتمع يندرج بدوره في إطار صيرورة تاريخية.

1-   مفهوم الشخص([1])

الشخص هو مجموع السمات المميزة للفرد، الذي هو بمثابة كيان بيولوجي – نفسي واجتماعي متشابه مع الآخرين. والسمة الأساسية للشخص هي هويته، فما الذي يجعل الشخص يشعر بهويته؟ وما هو الأساس الذي ترتكز عليه؟ وما طبيعة الشخص وبأي معنى يعتبر قيمة في ذاته؟ وهل هو ذات حرة أم نتاج حتميات وضرورات..؟

المحور الأول: الشخص والهوية

اشكال المحور: يرتبط مفهوم الشخص بالكائن الإنساني دون سواه والذي يتوفر على هوية([2]) خاصة، لكن من أين يستمد هذه الهوية؟ هل من فكره وعملياته العقلية أم من شعوره وأفعاله؟ أم من طبعه وذاكرته؟ أم من بعده الداخلي الروحي؟

معالجة الاشكال:

يؤكد "ديكارت" كعقلاني أن هوية الشخص تتحدد في أفعال التفكير التأملي (الشك الفهم الاثبات النفي التخيل..) وهذا التعدد في أفعال الأنا لا ينفي هويتها باعتبارها أنا واحدة ثابتة. لكن ديكارت لا يتحدث عن الشخص إلا في بعده المعرفي الميتافيزيقي؛ أي ذات منفصلة عن وجودها. من هنا كانت هويته ثابتة ومجردة لا تتضمن أي تصور لما هو اجتماعي تاريخي وأخلاقي في تحديد هوية الشخص.

في حين يؤكد "جون لوك" كتجريبي، أن الشخص كائن مفكر يستطيع معرفة ذاته بأنها هي نفسها، وأنها تفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة، وذلك عن طريق وبواسطة الشعور الذي لا ينفصل عن الفكر. فالشعور المقترن بالفكر هو ما يجعل كل شخص هو نفسه ويتميز عن غيره، ورغم ما يعتري الشخص من تغيرات، الا أنه مع ذلك يظل هو هو؛ أي يمتلك هوية شخصية ثابتة ندركها بواسطة الشعور والذاكرة (الوعي اللحظي + الوعي التذكري).

كما يؤكد "لاشوليي" أن هوية الشخص معطى أولياً أصلياً في شعورنا، فهوية الشخص حسبه نتاج لآليات نفسية تحافظ على وحدة الشخص وهويته: أولها وحدة الطبع أو السمة العامة للشخصية التي هي ضمان هويتها، فمن خلال هذه الآلية يحافظ على نفس ردود الفعل المشتركة مع جنسه. وثانيها هي الذاكرة التي تضمن بدورها وحدة الشخص وتربط حاضره بماضيه، فيتحقق بموجب ذلك التناغم بين ماضي الذات وحاضرها. في حين يذهب "إمانويل مونييه" إلى القول: بأن الهوية ترتبط بما هو داخلي روحي.

وخلافا للموقف الذي يعتبر الشعور والذاكرة، أو العقل التأملي المجرد، أساساً للهوية، يرى موقف آخر أن العقل مجرد تابع لقوة هي الإرادة؛ أي إرادة الحياة التي تفرض نفسها علينا. فالإرادة هي أساس الهوية الشخصية حسب "شوبنهاور" لأنها تظل قائمة عندما ننسى أو نتغير، فكل شخص يأتي إلى العالم مالكاً إرادة تجعله مقبلا على الحياة وراغباً عن كل ما يمكن أن يحول دونها..، فالإرادة هي العنصر الوحيد الملازم للشخص منذ ولادته إلى حين وفاته.

نسجل إذن اختلاف المواقف الفلسفية ونحن بصدد تحديد أساس هوية الشخص، وهو اختلاف نابع من اختلاف التصورات الفلسفية، ومن تعقد المفهوم الذي نحلله. فالشخص مفهوم اشكالي لا يمكن اعتباره جوهرا ثابتا بالرغم من الوحدة المفترضة التي يتمتع بها عبر مسارات حياته، كما لا يمكن اختزال الشخص في الأنا المفكرة وحدها.

وانطلاقا من الايمان بوحدة الشخص ومن الايمان بتعقد عملياته الفكرية – النفسية، يمكن التأكيد على أن هوية الشخص تستمد من كل ما سبق ذكره، ومن تداخل ما هو ذاتي مع ما هو موضوعي عبر سلسلة من التفاعلات والعلاقات الجدلية التي يحياها الكائن الإنساني.

المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة([3])

اشكال المحور: بعدما حددنا في المحور السابق بعض المحددات التي تحدد الهوية وأسسها، نرى أن مسألة الشخص تطرح مشكلة أخرى، وهي قيمته. فكيف تتحدد هذه القيمة؟ هل هي قيمة مطلقة أم نسبية تحدها حدود قبلية؟ وهل هي قيمة وسائلية تستعمل لتحقيق أهداف خاصة وغايات معينة، أم انها قيمة في ذاتها تأبى التقويم والتسعير؟

معالجة الاشكال:

إن الشخص يأخذ قيمته عندما ينظر إليه بوصفه ذاتا حقوقية، وفي نفس الوقت موضوعاً للواجب، لذلك أكد الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط" أن كل تعامل أخلاقي مع الانسان يجب أن ينطلق من اعتباره كائنا عاقلا وليس شيئا، وهو ما يجعله قيمة مميزة تستحق الاحترام والتقدير، والتعامل معه بوصفه غاية في ذاته، لأن الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها، ومن ثم لا يمكن معاملته باعتباره وسيلة. هناك إذن قيمة مطلقة للشخص، لأنه يمتلك كرامة ويفرض الاحترام، ولا يمكن تقويمه بسعر مثل البضاعة.

من جهته يؤكد "هيجل" أن قيمة الشخص الأخلاقية تكمن في سلوكه امتثالا للواجب وتحقيقاً له، وذلك عن طريق الاختيار الحر، إذ "لا يكتسب الأشخاص قيمتهم إلا حينما يمتثلون لروح شعوبهم".

في حين يرى "جورج غوسدورف" أن قيمة الشخص لا تكمن، كما حاولت ان تكرسه العديد من الطموحات والأفكار في استقلال تام عن الآخرين..، بل تكمن في التحرر من قبضة الوهم الفردي والاتجاه نحوا الاندماج والمشاركة مع الآخرين، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه وعليه فالحديث ينبغي أن يتوجه نحو الأخلاق الاجتماعية من أجل بناء عالم يسوده التضامن والتكافل والمشاركة. أما الحديث عن الأخلاق الذاتية المتعالية قد يفيد بأن الفرد كيان مستكف بذاته وبالتالي نسقط في قيم الرأسمالية والليبرالية المتوحشة التي تنحو بالإنسان نحو الفردانية المطلقة.

فالشخص ليس ذرّة معزولة، ولا هو كيان مستكف بذاته. إن الشخص الأخلاقي حقاً، هو الذي يعيش وسط الغير ويحقق فعل التواصل والتضامن والتشارك. فالعالم ليس فضاء للذات وحدها؛ وإنما هو فضاء لتلاقي ذوات كثيرة، تتعاون جميعها من أجل الوصول إلى غاية واحدة؛ تتمثل في خدمة القيم الإنسانية النبيلة، والكف في مقابل ذلك عن كل فكر أناني متوحش.

نسجل إذن اختلاف المواقف الفلسفية ونحن بصدد الحديث عن قيمة الشخص، لكن ما ينبغي تأكيده هو أن التصور الفلسفي الحديث يركز على اعتبار الشخص ذاتاً مستقلة متميزة، ينظر إليها كغاية في ذاتها وكحرية وليس كبضاعة أو وسيلة، وذلك في مقابل التصور التشييئي للشخص الذي فرضته الأنظمة الرأسمالية. من هذا المنطلق فإن الشخص يملك الوعي والعقل والإرادة، يستطيع بواسطتها القيام باختيارات والحكم على قيمة الغايات التي يتجه لتحقيقها، وهي: "خدمة القيم الإنسانية النبيلة، والكف في مقابل ذلك عن كل فكر أناني متوحش".

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة([4]) والحرية([5])

اشكال المحور: لا شك أن الشخص يخضع في وجوده لشتى أنواع الحتميات، ويتعرض في علاقاته الاجتماعية إلى نوع من الاستلاب والتشييء بسبب الضرورة التي يفرضها المجتمع على أفراده. فهل يؤدي هذا الاستسلام إلى القول؛ بأنه لا مكانة للحرية في حياة الشخص؟

معالجة الاشكال:

إذا كان "فرويد" يؤكد بأن الحياة النفسية للشخص تتحكم فيها حتمية بيولوجية - نفسية لاشعورية، فإن هناك تصورات سوسيوثقافية تؤكد بدورها على وجود حتمية اجتماعية ثقافية تتحكم لا شعورياً في حياة الشخص.

وفي نفس السياق يؤكد "سبينوزا" على أن القول بالحرية يخفي جهلا بالأسباب، فالإنسان - من حيث هو أحد الكائنات الطبيعية - واقع ضمن نظام الطبيعة في خضوعه للضرورة، فأن يكون الشخص حرا يعني أن يمتثل للضرورة التي تفرضها عليه طبيعته؛ أي حريته الطبيعية. "فالناس يخطئون حين يظنون أنفسهم أحرارا، وسبب اعتقادهم ووهمهم، هو شعورهم بأفعالهم الخاصة وجهلهم بالأسباب المتحكمة فيها".

في مقابل تلك التصورات يؤكد "عزيز لحبابي" بأن قيمة وحرية الشخص تتجلى في قدرته على تجاوز مختلف الضرورات أو الحتميات التي تقيده، وأن الانسان في تحرره من وضعه الكائن إلى الشخص يصبح انسانا. فحرية الشخص مشروطة بوضعه الواقعي ولكن هذا الوضع لا يعني الخضوع للضرورة.

وعلى خلاف هذه التصورات ترى الفلسفة الوجودية أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته: فهو يوجد أولا وينبثق في هذا العالم، ثم بعد ذلك يفكر فيما سكون عليه، أي يتحدد بشكل ذاتي. فوجوده سابق على ماهيته. والانسان من هذا المنظور ليس شيئا آخر غير ما هو صانع بنفسه. "فليس هناك حتمية، الانسان حر... الانسان محكوم عليه أن يكون حرا". وبهذا المعنى فهو مشروع وجود يحيا ذاتيا، ودائم التجاوز لوضعيته الأصلية بواسطة ممارساته الفكرية والعقلية..، فرغم خضوع الانسان لضرورات متنوعة فإنه يستطيع بما يملك من قرارات ومبادرات أن يتعالى على وضعه. أي "يتجاوز دائما الوضعية التي يوجد فيها، ويحددها بالتعالي عليها"، وهذا يفترض أن الانسان مسؤول عما هو عليه مسؤولية تامة.

 نسجل إذن اختلاف التصورات الفلسفية ونحن بصدد الحديث عن الشخص بين الضرورة والحرية، فليس هناك أي تناقض حينما نؤكد على خضوع الانسان للضرورة من جهة، والقول بحريته واستقلاله عن الشروط الموضوعية من جهة أخرى، إذ يمكن التركيب بين الضرورة والحرية، باستحضار مفاهيم جدلية. أي الحرية التي تعي وضع العبودية والتشييئية من أجل التجاوز والانفلات من القيود والاكراهات..، إذ رغم اندماج الشخص في الجماعة، فان هذا الاندماج لا ينبغي أن يؤدي الى محو ما يميزه، فهو بذلك يحفظ حريته التي هي في نهاية المطاف حرية الجميع.

2-   مفهوم الغير[6]:

يتخذ مفهوم الغير في دلالته الفلسفية معنيين متقابلين؛ بحيث يتحدد - عند "لالاند" - في "الأنا الآخر"، مما يجعله متطابقا أو متماهياً مع الأنا.  ويأخذ عند "سارتر" معنى "الأنا الذي ليس أنا"، وهو ما يفترض الاختلاف والتعارض مع الأنا.[7]

وعليه، فإن التفكير في مفهوم الغير يطرح تساؤلات تجعل منه مجالا لمفارقات أنطولوجية ومعرفية وأخلاقية، الشيء الذي سينعكس على القضايا والأطروحات التي ارتبطت به في الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر بالخصوص.

فهل وجود الغير شرط لوجود الأنا أم أنه تهديد له؟ وما طبيعة وجود الغير؟ وهل يمكن معرفته؟ وما طبعة العلاقة بالغير؟

المحور الأول: وجود الغير

إشكال المحور: إذا كان وجود الغير ضرورة ملحة كي يتحقق وعي الأنا بذاته، فما الذي يميز وجوده؟

معالجة الاشكال:

بما أن الأنا لا يوجد وحده معزولا في العالم فإن الغير يصبح ضرورة أنطولوجية ومعرفية، وشرط وجودي ضروري للذات، ذلك أن العلاقة مع الغير بعد أساسي لدى كل انسان إلى درجة أنه يمكن اعتبار هذا البعد فطريا لدى الكائن البشري.

هذا الاشكال لم يعالج بشكل واضح الا في الفلسفة الحديثة بدءاً من "ديكارت" الذي اعتبر الأنا أفكر مستقلا عن وجود الغير الذي يتوقف وجوده على حكم العقل واستدلاله، أي وجود الغير افتراضي استدلالي محتمل وقابل للشك، لأن ديكارت من القائلين بوحدانية الذات (Solipsisme) أنا وحدي موجود.

ومعنى ذلك، فإن الذات في غنى تام عن الغير، فوضوح وجودها ويقينه قد تحقق بفضل مقوم ذاتي وليس خارجي، فهي جوهر منفصل عن العالم وعن الآخرين. وقد عبر ديكارت عن هذا بقوله: "أنظر من النافدة فأشاهد بالصدفة، أناسا يسيرون في الشارع، فلا يفوتني أن أقول، عند رؤيتهم، أني أرى أناسا بعينهم، ومع أني لا أرى من النافذة غير قبعات ومعاطف قد تكون غطاء لآلات صناعية تحركها دوالب، إلا أنني أحكم بأنهم أناس. وإذن أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني".

في مقابل ذلك، حاول "هيجل" تأسيس فلسفة للوعي يحتل فيها مفهوم الغير موقعا مركزيا، يقول هيجل: "لكي أتوصل الى حقيقة كيفما كانت حول ذاتي، لا بد لي أن أمر عبر الغير. إن الغير وسيط ضروري بيني وبين ذاتي، فلا غنى لي عنه لوجودي ولمعرفة هذا الوجود.." أي لا بد من وساطة الغير من أجل تحقيق اعتراف كامل بالذات، ويعود ذلك إلى أن انغلاقها على نفسها يجعلها ذات وعي ساذج لا يفوق وعي الأشياء بذاتها. فالوعي حسب هيجل يسعى دائما إلى الاعتراف به من طرف وعي آخر، وهذا الاعتراف يمر عبر آلية "الصراع الجدلي" المستمر. هكذا يصبح وجود الغير ضروريا لوجود الأنا ومكوناَ له، فالآخر لا غنى عنه لوجودي كما لا غنى لي عنه في معرفتي لنفسي.

وفي سياق الاعتراف بضرورة وجود الغير ذهبت أبرز التيارات الفلسفية المعاصرة كالوجودية([8]) (هيدجر وسارتر) والظاهراتية[9] (هوسرل وميرلوبونتي) إلى التأكيد على حضور الغير كوجود مزدوج؛ أي:

 كوجود سلبي "لأنه يحد من حرية الأنا ويولد الخجل"، فالذات تفقد هويها كاختلاف عندما توجد في الحياة الجماعية المشتركة مع الغير، لأن هذا الأخير حسب هيدغر يفقده كينونته الخاصة، وتصبح الذات أو الأنا تحت رحمة الغير الذي يمارس هيمنة وسيطرة خفية على وجودها الخاص.

وكوجود إيجابي لأنه كمال للأنا في إدراك وجوده؛ فرغم أن وجود الأنا مع الغير يشكل تهديدا لوجودها، فإن هذا الغير يعتبر الوسيط الضروري الذي تكشف من خلاله الذات وجودها وتدرك ذاتها. هكذا يؤكد سارتر أن الغير لا ينظر إليه كموضوع فقط بل إنه أيضا وعي مثلي، فـ"الغير هو من ليس إياي وهو من لست أنا إياه" على حد تعبيره.

نسجل إذن اختلاف التصورات الفلسفية ونحن بصدد الحديث عن وجود الغير، لكن رغم أن الغير يولد الخجل ويفقد الذات خصوصيتها إلا أن وجوده يبقى أمرا حتمياَ لا غنى عنه في معرفة الذات لنفسها. كما يمكن القول بأن الغير ليس أنا آخر أو أنا مغاير، بل هو عالم منفتح أمامي كي أكتشفه وأجرّبه، وهذا يطرح مسألة معرفته، فهل الغير قابل للمعرفة؟

المحور الثاني: معرفة([10]) الغير

اشكال المحور: هل الغير قابل للمعرفة؟ المعرفة بصفة عامة هي الممارسة التي تدرك من خلالها وبواسطتها الذات العاقلة موضوعا مجردا كان أو ملموسا، وموضوع المعرفة يتقابل في جميع الأحوال مع الذات، خاصة حينما يكون شيئاً مادياً مستقلا عن الذات. فإذا كانت معرفة الغير لذاته تمر عبر الغير، فهل يعني هذا أن معرفة الغير ممكنة؟

معالجة الاشكال:

إن الغير باعتباره وجودا في ذاته(موضوع) ومن أجل ذاته(ذات) يتطلب مني القيام بعملية متناقضة من أجل إدراكه، إذ ينبغي أن أميزه عني؛ أي أن أضعه في عالم الأشياء وفي نفس الوقت أن أفكر فيه ولا يمكن أن يعاد إلي إلا بكونه أنَـا على حد تعبير ميرلوبنتي.

يمكن أن نميز في هذا الإطار بين تصورين متعارضين:

تصور منغلق؛ يعتقد أنه من الصعب وربما من المستحيل معرفة الغير، على اعتبار أن عالم الأنا الداخلي منغلق تماما ولا يمكن لأي أنا آخر ولوجه لأنه عالم يعيش تجربته الوجودية الخاصة والمنعزلة حسب غاستون بيرجي. وفي نفس السياق يرى ج. ب. سارتر بأن معرفة الغير متعذرة، لأن المعرفة هي انفتاح الأنا على الأشياء والعالم بمختلف مكوناته، لكن الغير ليس شيئاً ولا موضوعاً بل هو وعي وأفكار وعواطف وحرية وإرادة. وهذه الخصائص تجعل معرفته مستحيلة ومتعذرة، وحتى عندما تحاول الأنا معرفته فهي تحوّله إلى موضوع وتشيئه، ومعرفة الأشياء ليست كمعرفة الذات.

تصور منفتح؛ يعتقد أن الأنا حاملا لفكرة الغير في ذاته، ويعتبره مجالا لمعرفة واضحة لأن الانسان مدفوع غريزياً نحو الارتباط مع الغير والدخول معه في علاقات وجدانية تعاطفية. في هذا السياق يرى ماكس شيلر أن معرفتنا بالآخرين تتحقق من خلال معرفة الطابع الكلي العام، فالوحدة التعبيرية العامة للنظرة هي التي تعرفني هل الشخص مسرور أم مكتئب، منشرح أم منكسر.

 فمعرفة الغير إذن، تتم من خلال الإدراك الكلي الذي يجمع بين إدراك المظاهر الجسمية الخارجية وإدراك الحالات النفسية والفكرية الداخلية. هكذا فمعرفة الغير لا تتم من خلال تقسيمه إلى ظاهر وباطن، إلى جسم وروح؛ بحيث أن الأول يدرك خارجيا، والثانية تدرك داخليا، إن معرفة بهذا الشكل غير ممكنة لأن الغير كل لا يقبل القسمة، ومعرفته لا تتم إلا بوصفه كذلك.

وهكذا يرى ميرلوبنتي أننا حينما نعامل الغير معاملة لا إنسانية، وننظر إليه كموضوع، فإن ذلك يؤدي حتما إلى الحيلولة دون علاقة المودة والعطف بيننا وبينه، مما يؤدي إلى تعليق التواصل معه دون أن يؤدي إلى إعدامه. وهذا دليل في نظر ميرلوبنتي على إمكانية التواصل مع الغير ومعرفته. وتعتبر اللغة وسيلة أساسية لتحقيق هذا التواصل عن طريق إرغام الغير على الخروج من صمته والابتعاد عن حالة العطالة والانغلاق الكلي على الذات.

        نسجل إذن اختلاف التصورات الفلسفية ونحن بصدد الحديث عن معرفة الغير، فإذا كانت اللغة في نظر "غ. بيرجي" لا تعبر عن حقيقة المعاش الذاتي، فإنها في نظر "ميرلوبونتي" كفيلة بمد جسور التواصل، ذلك لأن الكلام المتبادل ينسج أرضية مشتركة بين الذوات المتحاورة، وبذلك لن يبقى الغير مجرد موضوع في حقل إدراك الذات المتعالية. فالحوار ينسج حقلا مشتركا بين الذوات المتحاورة. وهذا ما يسمح بانبثاق ما يسميه "هوسرل" الوجود البين-ذاتي المشترك. إنه عالم ينكشف فيه الغير تدريجياً لتأسيس علاقة ممكنة.

المحور الثالث: العلاقة مع الغير

اشكال المحور: تختلف أوجه علاقتنا مع الغير، بحسب قربنا منه أو بعدنا عنه؛ فنَهتمّ به إن كانت تربطنا به علاقة قرابة (أم، أخ، جد..) أو علاقة حميمية (صديق، حبيب..)، لكن قد لا نبالي به إن كان لا يمثل بالسبة لنا شيئا، وقد ندخل معه في صراع، إن كان منافسا أو عدوا. وبصفة عامة يمكن اختزال علاقتنا بالغير من الناحية العملية الأخلاقية على الأقل في نموذجين اثنين:

علاقة إيجابية: سمتها الحب والاحترام والتعاون، وتشكل الصداقة نموذجها الأرقى.

علاقة سلبية: سمتها التوتر والصراع والاقصاء والتهميش والاستلاب، ويجسد الغريب مثالا واضحا عليها. فكيف ينبغي التعامل مع الغير سواء اتخذ وجه الصديق أو اتخذ وجه الغريب؟

معالجة الاشكال:

1 - المواقف المدافعة عن العلاقة الإيجابية:

إن العلاقة مع الغير حسب أرسطو يجب أن تأسس على الإيجابية المتمثلة في الصداقة كقيمة أخلاقية عليا منزهة عن كل منفعة أو متعة. فهذه العلاقة الإيجابية المبنية على صداقة الفضيلة حاجة ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظرف، وهي الملاذ الوحيد لبناء عالم يسوده السلم والأمان.

وفي نفس السياق يذهب كانط الى القول بأن علاقة الأنا مع الغير ينبغي أن تؤسس على مبدأي: الحب والاحترام ضمن مبادئ أخلاقية وعقلية كونية، وفي غياب تام للمنفعة المباشرة والآنية.

ونفس الطرح يدافع عنه أوجيست كونت من خلال دعوته الى نشر قيم العقل والعلم والتضامن، لأن كل شيء فينا ينتمي الى الإنسانية، وهي أن يحيا الانسان من أجل غيره. فالغيرية إذن، هي وحدها الكفيلة بتثبيت مشاعر الخير بين الناس.

وفي مقولاته الشهيرة "الانسان يولد خيرا والمجتمع هو الذي يفسده" يؤكد جون جاك روسو بأن الانسان ينفر من فعل الشر بطبعه. وبناء عليه؛ فمبدأ الشفقة هو الذي يؤسس العلاقة بين الذوات، فهي التي عوضت القوانين في حالة الطبيعة لأنها صوت الخير، انطلاقاً من قاعدة: "ابحث عن خيرك دون أن تؤذي الغير ما أمكن". 

2 - المواقف المدافعة عن العلاقة السلبية:

رغم أهمية المواقف التي تنحو نحو العلاقة الإيجابية بين الذوات، إلا أن العديد من الفلاسفة ذهبوا الى القول بأن هذه الإيجابية لا تعني غياب الصراع بين الذوات، فإذا كان الانسان خير بطبعه فهو أيضا شرير بطبعه.

إن الوضع البشري حسب "الكسندر كوجيف" لا يقوم فقط على وجود بشري متساوي القيمة بل على وجود متفاضل فيه السيد وفيه العبد. إنه عالم الصراع الأبدي الذي لا ينتهي، فيه القوي وفيه الضعيف، فيه الغالب والمغلوب حسب تعبير ابن خلدون.

ومما يزكي هذا الطرح ما أثبته فرويد في تحليلاته للبنية السيكولوجية للإنسان، مبرزاً أن كل خبرات الحياة والتاريخ تبين أن الانسان اناني وعدواني بطبعه. فالعدوانية تقبع في بنيتنا النفسية اللاشعورية، يقول: "إن الحرب أمر طبيعي تماماً...فثمة غريزة للكراهية والتدمير تلتقي في منتصف الطريق مع تجار الحرب".

نسجل إذن اختلاف التصورات الفلسفية ونحن بصدد الحديث عن إشكال العلاقة مع الغير، لكن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن الغير سيبقى حاضرا أمام الأنا وبصحبتها أبداً مهما كانت التحديات والاكراهات، لأننا نتقاسم عالما واحدا، وعليه، فالذوات مضطرة للتعايش والتفاهم وإيجاد شروط وقواعد تجعلنا قادرين على تحمل بعضنا البعض، والعمل على تحقيق السلم وتقاسم خيرات العالم.

امتدادات وتقاطعات إشكالات مجزوءة الوضع البشري

فيما بينها ومع مفاهيم ومجزوءات أخرى:

مفهوم الشخص

مفهوم الغير

-يتقاطع اشكال الشخص بين الحرية والضرورة مع إشكالات مفهوم الحرية.

-يتقاطع اشكال الشخص بوصفه قيمة مع اشكال معرفة الغير، حيث إن معرفة الغير تتطلب النظر إليه كذات عاقلة وليس كشيء أو موضوع.

-يتقاطع اشكال الهوية الشخصية مع اشكال وجود الغير، من منطلق أن الحديث عن الهوية يتم من خلال منطقي: الوحدة والتعدد.

- يتقاطع اشكال العلاقة مع الغير مع اشكال العنف والمشروعية ضمن مفهوم العنف. كما يتقاطع أيضاً مع إشكالات مفهومي الحق والعدالة.

- هناك امتداد واضح لإشكال العلاقة مع الغير في مفاهيم الدولة والواجب والعنف.

- يتقاطع اشكال العلاقة مع الغير مع اشكال الشخص بين الضرورة والحرية؛ حيث إن قيام العلاقات الإنسانية على شرط الاحترام والتقدير نابع من أن لا أحد حر في التصرف كما يشاء.

 

 

أقوال فلسفية حول مفهوم الشخص والغير

أقوال فلسفية حول "الشخص"

أقوال فلسفية حول "الغير"

-"لا تقلدوا شيئا ولا شخصا، فالأسد الذي يقلد أسدا يصبح قردا" Victor Hugo

-"إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يرفض أن يكون ما هو عليه"  Albert Camus

-"إن الإنسان ولد حرا ولكنه يرزح تحت القيود في كل مكان" J J Rousseau

-"فالشخص ليس هو ذلك الموضوع الجميل في العالم، الموضوع الذي نعرفه من الخارج فحسب، مثلما هو الأمر مع باقي المواضيع. إنه الحقيقة الوحيدة التي نعرفها والتي نوجد بداخلها في نفس الوقت." E Mounier

-"إن الثقة في الذات تصنع الأبله ولكن الإيمان يصنع الإنسان العظيم" Victor Hugo

-"إننا لا نستطيع أن نصير إلا ما نحن إياه" Balzac

-"الإنسان هو حاصل أفعاله، حاصل ما يفعل وما يمكنه فعله" André Malraux

-"إن الشخص هو الذي يصنع قدره" E Mounier

-"تسمى الموجودات العاقلة أشخاصا، لأن طبيعتها تعينها بشكل قبلي كغايات في حد ذاتها"  E Kant

-"إن الإنسان لم يخلق من أجل التأمل بل من أجل الفعل" J J Rousseau

-"إن الإرادة تجد، والحرية تختار، وأن نجد ونختار معناه أن نفكر" Victor Hugo

-"إن عظمة الإنسان تكمن في قراره بأن يكون أقوى من ظروفه" Albert Camus

-"الناس مثل الأرقام، لا يكتسبون قيمتهم إلا حسب موقعهم" Napoléon Bonaparte

-"تكمن الحرية في الاختيار بين عبوديتين: الأنانية والوعي. والإنسان الحر هو من يختار الوعي" Victor Hugo

-"إن مفتاح الغير يوجد فينا قبل كل شيء، ذلك أننا لا نفعل شيئا آخر غير التكهن بالغير" Blondel

-"لا يوجد مكان بالنسبة للآخر وبالنسبة لتعددية أشكال الوعي في الفكر الموضوعي" Merleau-ponty

-"لكي أحصل على حقيقة معينة حول ذاتي يجب أن أمر عبر الآخر". Sartre

-"من لا يشغل خياله، لا يحس إلا بنفسه ويعتقد أنه الوحيد في عالم البشر" Rousseau

-"إن غياب الآخر هو بالضبط حضوره كآخر". Levinas

-"هناك موضوع ثقافي يمكنه أن يلعب دورا أساسيا في إدراك الغير: إنه اللغة. ففي تجربة الحوار تتشكل أرضية مشتركة بيني وبين الغير" Merleau-ponty

-"فما هو حقيقي في ذاتي يصلح أيضا، وأنا على يقين من ذلك، لأن يكون كذلك بالنسبة لكل الناس الآخرين الحاضرين في محيطي من خلال التجربة التي كونتها عنهم كأناس" Husserl

-"وهكذا فالغير بالنسبة لي هو أولا الموجود الذي أكون موضوعا بالنسبة إليه، بمعنى الموجود الذي أحصل من خلاله على موضوعيتي" Sartre

-"لكن الآخر ليس لا موضوعا في حقل إدراكي، ولا ذاتا تدركني: إنه قبل كل شيء بنية الحقل الإدراكي، والتي لن يشتغل بدونها هذا الحقل في كليته كما يفعل" G Deuleuze

-"إن معرفتنا بالأشخاص الآخرين معرضة كثيرا للخطأ إذا نحن لم نحكم عليهم إلا من خلال مشاعرنا نحوهم". Malebranche

-"إن الغير كبنية هو التعبير عن عالم ممكن عندما يكون المعبر عنه مأخوذا وكأنه غير موجود لحد الآن خارج ما يعبر عنه". Deuleuze

-"أن نختزل الغير في وسيلة معناه أن أعرض نفسي لأن أعامل كوسيلة كذلك، وأن أجعل جماعة متآخية من الناس العقلاء الذين يعاملون الإنسانية كغاية في ذاتها مقترنة بكل شخص أمرا مستحيلا". Peina Ruiz

-"إنه من النادر أن يفترق شخصان بشكل ملائم لأنه لو كان ذلك التلاؤم موجودا لما تم الفراق" Marcel Proust

-"أنا في حاجة لتأمل الغير لأكون ما أنا عليه" Sartre

-"لأنني أشبه لاعب الشطرنج الذي يتوقع خطة الخصم ويقوم بتعديل الحركة المهيأة ضده كفخ لصانعها، فإنني أستطيع أن أجعل مشروع الآخر يخدم غاياتي، كما يستطيع هو أيضا أن يفعل ذلك بالنسبة لمشروعي". Oudry

-"إن الروح لا يمكنها محاورة نفسها إلا إذا استطاعت استقبال الآخر وإلا إذا كان ذلك الآخر موجودا فيها" De lacroix

لحظة التقويم واختبار معارف المجزوءة:

1 – بعد دراستك ومراجعتك لمجزوءة الوضع البشري ارسم (ي) خريطة ذهنية تلخص فيها مفاهيم المجزوءة...؟

2 – حلل وناقش النص الآتي:

  "لكي نهتدي إلى ما يكون الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، هو كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر بل هو، فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن(بشري) كيفما كان، أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.
       عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته(...) إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، و كان هذا ما يجعل كل واحد هو نفسه، و يتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى هو هو".

جون لوك، مقالة في الفهم البشري، الكتاب II فصل 27، فقرة 9 ترجمه إلى الفرنسية كوسط، ونشره إميليان نايرت، فران، 1994 ص : 264-265

3 – أكتب(ي) انشاء فلسفياً وفق منهجية السؤال الاشكالي المفتوح...هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟

مراجع للقراءة والتكوين الذاتي:

-         ويل ديورانت، قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي، ترجمة، د/ فتح الله المشعشع.

-         جوستاين جاردر، عالم صوفي، ترجمة، حياة الحويك عطية.

-         ويليام كيلي رايت، تاريخ الفلسفة الحديثة، ترجمة، محمود سيد أحمد.

-         برتراند راسل، حكمة الغرب، عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها السياسي والاجتماعي، ترجمة، د/ فؤاد زكرياء.



[1] شخص Personne: يدل اللفظ في اللغة العربية على الظهور والتعين. كما قد يطلق حسب "لالاند" على الشخص الطبيعي من حيث هو جسم ومظهر، وعلى الشخص المعنوي من حيث هو ذات واعية، وعلى الشخص القانوني من حيث أن له حقوق وواجبات.

[2] هوية Identité: يدل اللفظ على الخاصية التي بموجبها إما تطابق الذات ذاتها فتكون هي هي، وإما من حيث أنها تميز الذات عن غيرها. فالهوية إذن مبدأ وحدة واختلاف.

[3] قيمة Valeur: صفة أو خاصية نقوم بها الشيء أو الفعل أو الحكم، ولك بهدف إبراز خطئه من صوابه، جماله من قبحه أو خيره من شره.

[4] الضرورة هي الحتمية وتعني؛ مبدأ مفاده أن الظواهر مشروطة بأسباب ضرورية وثابتة.

[5]  حرية Liberté: استقلالية الذات فكرا وتصرفاً، وعدم خضوعها لأية اكراهات خارجية. أو هي الاقتناع الداخلي بفعل فعل أو الإمساك عنه. والمقصود هنا حرية الاختيار، أي قدرة الذات على الحسم، عندما للاختيار بين إمكانيتين أو أكثر.

[6]  غير Autrui: هو أنا آخر يشبهني في كونه ذات ذاتاَ واعية، وفي نفس الوقت يختلف عني.

[7]  الأنا Moi (Ego) : حقيقة الانسان الثابتة والحاملة لكل الحالات النفسية والفكرية، كما يدل اللفظ على الجانب الواعي في شخصية الانسان.

[8] الوجودية تيار فلسفي معاصر يدافع باستماتة عن الإرادة الحرة للإنسان وحرية الاختيار ورفض القول بالإكراه والالزام والضرورة.

[9] الظاهراتية  Phénoménologie: تيار فلسفي معاصر يهتم بدراسة الوجود في ظاهره، دون النفاذ إلى باطنه وعمقه، أو البحث عن علله ومبادئه الأولى، أو رصد الأمور المجردة التي توجد ما وراء الطبيعة، بل تحاول الظاهراتية أن تنساق وراء البحث العلمي الطبيعي والرياضي.

[10]  معرفة Connaissance: هي مجموع العمليات الذهنية التي بواسطتها يدرك العقل موضوعا ما، بهدف فهمه وتفسيره.

عن الكاتب

في رحاب العلوم الانسانية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

في رحاب العلوم الانسانية