نظم مسلك علم الاجتماع بكلية الاداب والعلوم
الانسانية تطوان يوم الثلاثاء 14_11_2010 على الساعة العاشرة والنصف صباحا ندوة
تحت عنوان مقاربة النوع الاجتماعي في إطار شراكة مع جمعية السيدة الحرة للمواطنة
وتكافؤ الفرص، فتوزعت الكلمات في البداية على كل من السيد عميد الكلية
وممثلة الجمعية ومنسق شعبة علم الاجتماع .إذ تم التطرق لأهمية الشراكة مع
المجتمع المدني وانفتاح الكلية على المحيط الخارجي وكذا اهمية السوسيولوجيا في
التنمية كما أن هذه الشعبةما فتئت تؤمن بضرورة الانخراط في
النسيج المجتمعي لاحداث التغير من الداخل ،وكذا الانخراط الفعال في المجتمع.
بعد هذه الدباجة الأولية توزعت المداخلات على كل
من ممثلة جمعية السيدة الحرة الاستاذة حكيمة الناجي تحت عنوان مدخل للفكر النسائي المعاصر ,تطرقت فيها لجذور مفهوم النسائية وملتسباتها، فمزجت بين التحقيب التاريخي
والتحليل النظري .فكلمة النسائية كفكرة كانت موجودة منذ القدم إبتداء من الحضارة
اليونانية القديمة وكذا عند العرب في الفكر الرشدي، إلا انها ستبرز إلى
الوجود مع مشارف القرن التاسع عشر وفي النصف منه ستصبح هي المسيطرة في جل الكتابات
والحركا ت النسائية عبر العالم .
وفي سياق التحليل تطرقت الباحثة إلى فكرة سيمون دو بوفوار التي تقول فيها :المراة لا تولد إمراة وإنما تصير كذالك ....فهذه المقولة
كانت محور كل المداخلات، كما أن الباحثةانتقدت فكرة اللامساواة بين الرجل
والمراة واعتبرتها نتاجا ذكوريا فهي لا شئ سوى مركزت الذكورية لا أقل ولا اكثر،
وفي سياق كهذا قالت نحن نريد خلق قيم جديدة يتساوى فيها الذكر والانثى أي قيم تقوم
على الندية وفي نفس الوقت على الخصوصية لكل من الرجل والمرأة وبما ان الباحثة
إعتمدت التحقيب الغربي تطرقت إلى التيارات النسائية التي ظهرت في ا لغرب
نتيجة التحولات السياسية ولاجتماعية والاقتصادية .....فمع الثورة الفرنسية سيظهر
تيار نسائي ليبرالي وهو اقدم التيارات وبعده ظهر تيار ماراكسي الذي يرجع دونية
المرأة إلى النظام الراسمالي وبعده سيظهر تيار راديكالي ,فدونية المرأة حسب هذا
التيار ترجع غلى النظام البوي ,,,, وعلى نقيض كل هذاه التيارات سيظهر تيار آخر
يطلق على نفسه الفكر النسائي الجديد وينطلق من مرحلتين مرحلة إمبريقية
ومرحلة حداثية وما بعد حداثية ,
هذا وختمت الباحثة كلمتها ببعض التعبيرات التي
تحمل في طياتها تمايزا عميقا بين الذكر والانثى مثل الابيض والاسود والرجل والمراة,,,
كما أنها إعتبرت اللغة تحمل رموزا يمر عبرها العنف الرمزي بوعي او بدون وعي فاللغة
إذن حمالة عنف رمزي يجب الانتباه إليه.
بعد كلمة ممثلة الجمعية تطرق الباحث الدكتور
ابراهيم حمداوي في موضوع التنشئة الاجتماعية وثشكيل هوية النوع الاجتماعي فتساءل عن دور التنشئة الاجتماعية في تشكيل هوية النوع الاجتماعي ؟ واعتبر
الباحث بأن هوية النوع تصنعها وسائط التنشئة الاجتماعية كما أن التفاوتات
بين الجنسين يجب البحث عنها في المجتمع...ومما لاشك فيه ان التنشئة الاجتماعية في
العالم هي السبب في تكريس دونية المرأة كما ان لوسائل الاعلام دور كبير في نقل هذه
الدونية وتطبييعها.
كما ان الباحث اعتبر التنشئة الاجتماعية صيرورة
تفاعلية وتشكيل الهوية هي احدى مراكزها الأساسية حسب العديد من الباحثين وعلى
رأسهم جون بياجيه كما انه اعتبر المفاضلة بين الذكر والأنثى ليست اعتباطية وانما تمرر عبر العديد
من القنوات مثل الطقوس والرموز...الخ كما ان هذه المفاضلة كذلك لها جذور في تقسيم
الأدوار لكل من الطفل والطفلة بدءا من الرسم واللعب ...الخ اذ نجد رسوما للاناث
وأخرى للذكور وألعاب للذكور وأخرى للفتيات ..وهذا يؤكد مقولة سيمون دوبوفوار
المذكورة اعلاه وبهذا اختتم الباحث كلمته.
والمداخلة الثالثة كانت للاستاذ عبد الواحد أولاد
الفقيهي حول هوية الانثى في خطاب الحركات النسائية وتحت عنوان فرعي تطرق الباحث إلى إشكالية الجنس
في الخطاب السيكولوجي نموذج نوال السعداوي إذ وقف الباحث مع خطاب نوال
السعداوي في منعطفاته الثلاث ،فكان المنعطف الاول في خطابها هو الانحصار الجسمي إذ
تقول الكاتبة كل شئ في عورة...فحسبها أن جسم الانثى محاصر على جميع المستويات
الجسمية والنفسية ويتجلى هذا كذالك في الخطاب الإعلامي والديني وحتى العلمي
.....الخ
أما المنعطف الثاني في خطابها فانه يقوم على
التماثل ويقوم أيضا على مستوى التشريح إذ تؤكد الكاتبة ان هناك تشابها شبه مطلق
بين الرجل وا لمراة فالبضر مثلا يلعب نفس الدور الذي يلعبه العضو الذكري
...فالقذف يوجد بنفس الدرجة للرجل والمرأة إذ تعتبر بأن كل جنس يوجد في داخله
نقيضه
اما المنعطف الثالث فهو منعطف امتلاك الحقيقة أي
لحظة امتلاك السلطة فقد اعتبرت الانثى هي الاصل فعضو الذكر ليس إلا تطورا لبضر
الانثى وهنا تحطمت اسطورة الرجل القضيبية التي سلبت المراة حقها عبر التاريخ
وفي الختام تساءل الباحث عن الاختلاف المؤسس لتكامل
العلاقة بين الرجل والمرأة ؟ واعتبر بان هناك تكاملا وظيفيا بين الكائنين تكامل
يقوم على الاختلاف لا على التطابق إلا أن هذا الاختلاف لا يجب ان يكون أساسا
للتمايز او يبرر ذالك ،كما تم التاكيد عليه في المداخلات.
وفي المداخلة الرابعة للدكتورة زهرة الخمليشي في
موضوع النوع واللامساواة على مستوى الصحة وهو بحث ميداني، إنطلقت من الاشكالية التالية:
كيف يؤثر النوع على الصحة والصحة النسائية بصفة خاصة وذالك إنطلاقا من متغير النوع
الاجتماعي ؟ وخلصت الباحثة في بحثها هذا إلى أن سبب إدمان المرأة يرجع بشكل رئيسي
إلى الفقر والحاجة...وكدا الفراغ القاتل كما انها تطرقت إلى نقطة هامة جدا وهي ان
المجتمع يختزل المرأة في جسدها فقط، وهذه النقطة تطرح سؤال الجنس في المجتمع
المغربي بشكل عميق وهذا الامر يؤدي إلى تبضيع جسدها من أجل كسب أغراض ذاتية قد
تزيد من تفاقم الاوضاع ،كما أن الباحثة ختمت مداخاتها بالقول :ان الصحة النفسية
والجسدية للمراة تقتضي إعطاء الثقة ودحض جميع أشكال التمايز .
وفي الختام دعا رئيس الندو ة الدكتورع
القادربوطالب كل القائمين على الشؤون الثقافية إلى المزيد من هذه الندوات وأكد ان
الأيام القادمة سيكون لشعبة السوسيولوجيا مزيدا من الندوات والانفتاح على المحيط
الخارجي.